info@zawayamedia.com
المرأة

الدكتورة فيفيان صيداوي لزوايا ميديا... لن أدع الثقافة تقف عندي!

الدكتورة فيفيان صيداوي لزوايا ميديا... لن أدع الثقافة تقف عندي!

شعار مسيرتها... " لن أدع الثقافة تقف عندي"، فلم تكتفِ الدكتورة فيفيان صيداوي بالنهل في المعرفة المختلفة، بل أبت أن يتوقف جنيها الثقافي والعلمي، وفضلت أن توسع نطاق المعرفة، لتشمل كل طالب للعلم من كافة الفئات والمستويات الثقافية والعلمية والإجتماعية والسياسية، وبتواضعها الجم، تمكنت من الإستحواذ على ثقة الكثيرين، ولا سيما طلابها والمشاركين في دوراتها من الدول العربية، الذين حصلوا عبر دوراتها التدريبية على آلاف الشهادات المعترف بها دوليا.


وقالت الدكتورة فيفيان صيداوي لموقعنا "زوايا ميديا": "أصولي من زحلة ومتزوجة إلى بلدة بكفيا، حتى اليوم أصبح لدي 15 سنة في مجال التدريب، وحتى قبل فكرة التدريب كان لدي حضانة أطفال ومخيم، ودائما ما كنت أقوم بورش عمل للأهل، لتفسير أمور وإعطاء معلومات حول تطور أطفالهم، حتى استغليب فترة جائحة كورونا، حيث نميت هذه الفكرة وحصلت على شهادات عدة في هذا المجال، ودربت افتراضيا عبر الإنترنت، آلاف المشاركين في الوطن العربي حصلوا على شهادات معتمدة دوليا، كما تمكنت من أصبح مدربة دولية ومعتمدة من عدة جهات منها البورد الأميركي والكندي والأوروبي".


 البدايات


وأشارت صيداوي إلى أنه "منذ الطفولة، وأبي يدعمني، ويقول ابنتي ستصبح دكتورة في الجامعة، وبالفعل كان الأول الذي شارك بنيلي الشهادة، ودوره تشجيعي في كل مراحل حياتي، سواء بالكشافة أو المسرحيات أو غيرها، حيث كنت أتولى مراكز اساسية، وساعدت شخصيتي على الرغم من كوني شخص خجول بالبداية، ولكن تحديت خجلي، ولذا أفضل أن يقتحم الآخر عالمي، وبعض نيلي مناصب عدة، وتعبي عليها، وجدت أن الطموح لا يتوقف عند ذلك، بل تابعت إلى عوالم أخرى، وكان حلمي دوما أن أكون قائدة حقيقية وليس المتسلط، بل ببساطة وبالتعريف عن نفسي والتلقائية، والفضول لنقل الثقافة والمعرفة إلى الآخرين، ولم يقتصر ذلك على الوالد، بل إن الوالدة، رغم حرمانها من إكمال تعليمها، كما هو شائع في الفترة الزمنية والمنطقة التي عاشت فيها، فقد كان جيلهم قاس، ومحيطهم يقوض متابعتهم التعليم، وتم إخراجها من المدرسة بعد أن أكملت مرحلة "السرتيفيكا" أي الخامس الإبتدائي، لذا كانت تشدد على ضرورة استكمال تعليمي، وشجعتني في كل خطوة أقوم بها، على الرغم من أن قدرة أسرتنا الإقتصادية لعائلتي كانت متواضعة، فالقسط أيامها كان 375 ألف ليرة، وكان أهلي يخططون لتوفير هذا المبلغ لي لأكمل تعليمي الجامعي وفي فترات الإختصاص، وكانت أمي تتابعنا في دراساتنا وتواكبنا، لا بل درست معنا ودخلت معهدا، كما وتتابع كل دوراتي وتنتقد أدائي بصورة موضوعية".


شهادات علمية


وعن شهاداتها العلمية، فالدكتورة فيفيان صيداوي حاصلة الدكتوراة في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية، وهي حاليا طالبة دكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة اللبنانية، أما رسالة الماجستير كانت عن التواجد السوري في لبنان وتداعياته، وحصلت فيها على أعلى العلامات مقابل قرائنها، كما وأنها مدير البورد الأوروبي للتدريب وإعداد القادة ورئيس الإتحاد العربي للتنمية البشرية في الشرق الأوسط ، وفي مناصب عدة، فضلا عن سعيها للوصول إلى درجات علمية وأكاديمية عدة، وحول رسالة الماجستير حول النزوح السوري وتداعياته في منطقة البقاع، تمكنت وبمقاربة موضوعية تناول هذا الملف الشائك، كون المظلومية تطال اللبناني والسوري، وتطرقت إلى التباين في الثقافات، فالرجل الذي يتزوج امرأة سورية، وعلى الرغم من أن الشعبين يشبهان بعضهما البعض، إلا أن هناك تفاصيل صغيرة في التربية نختلف فيها، وعادة نتجه خلال عشر سنوات إلى جيل تربى بطريقة مختلفة، أي أن هناك تغييرا ثقافيا كل عشر سنوات".


وأشارت إلى أنها لا تسعى لاستقطاب الأشخاص، "بل أرقى الأشخاص، وليس ضروريا أن يكونوا الحاصلين على الإجازات العالية، كما وأني معروفة خارج لبنان أكثر من داخله، فقد عملت على تدريب 4 آلاف شخص من العالم العربي، وقد لعبت الجائحة دورا في هذا المجال، وخصوصا وأن الشعب العربي يقدرون اللبناني، وحاليا فهي تشغل رئيس مجلس سيدات الأعمال في الشرق الأوسط في الإتحاد العربي، وقالت: "نستقطب رائدات الأعمال ولو حتى ربة منزل، تعتني مثلا بعائلتها أو طفل لديه حالة خاصة وتعاني معاناة معينة مثل التوحد، ومن هنا تمكين المرأة، وأعمل فوق الطاولة وبشفافية وأتطوع بالعديد من الدورات وورش العمل".


وتابعت: "من الجدير ذكره أنني أعطي حساب ذهبي أيضا، وأنا المسؤولة الحصرية في لبنان لمؤسسة العبقري الصغير، ونقيم مسابقات في هذا المجال، ومن الممكن أن نجري واحدة في أيلول/سبتمبر وفقا لتطور الأوضاع، والذي يؤثر لدرجة الشلل على كل مشاريعنا المستقبلية".


وتابعت: "كنا الأوائل في مجال أول دورة لمدرب المدربين أعطيتها في العالم العربي، وخلال الأسبوع القادم نقيم أحدها في بيروت، عن فن التدريب مع المدرب ساري صقر، ولكن بطريقة متطورة وليس كما الشائع، ونعمل على جذب المتدربين ليس بالصورة النمطية، وهناك الكثير من المزايا لدورتنا، حيث أنه بالإبتكار، وكوننا مدربين دوليين بشروط معتمدة عالميا، تجعلنا نتوسع دوليا، وقد قمنا بتعليم طلاب من جميع أنحاء العالم".


الدكتور عقيل العذاري


ونوهت بالدكتور عقيل العذاري من العراق وهو رئيس الاتحاد العربي الدولي للتنمية البشرية المستدامة في الوطن العربيبالإضافة لمناصب عدة، وقالت: التقيت بالدكتور العذاري ، خلال دورات تدريبية، وبعد مشاهدته مستوى الدورات، سلمني منصبين وهما مديرة الإتحاد العربي للتنمية البشرية في الشرق الأوسط ورئيس مجلس سيدات أعمال الاتحاد العربي"، وأشارت إلى أن "العضوية مفتوحة للنساء والرائدات من كافة الفئات العمرية والمناطق والبلاد، وهناك حاليا عشرات النساء من لبنان والعالم، ومن هذه الدورات، في 15 و16 آب/أغسطس حول فن التدريب الإبداعي، بهدف أن يترك المدرب بصمة خاصة، فتكلفتها رمزية بالمقارنة مع ما سيكتسبه المشارك وما يحصل عليه من نتائج هامة بالمقارنة مع دورات أخرى في هذا المجال، ولعل أهمها شهادة دولية معتمدة في هذا المجال".


دورات تدريبية... وتمكين المرأة


وحول تمكين المرأة، وحاجتها لسوق العمل، وما يمكن للمشارك اكتسابه من خلال هذه الدورات،
"هناك العديد من الدورات الهامة، ومنها دورة تدريبية في مجال الصحافة والإعلام، ومنها دورة مجانية على مدى ثلاثة أيام من 20 وحتى 22 آب/أغسطس في زحلة تتناول الإرشاد الأسري، تعديل سلوك الأطفال وإسعافات أولية، ولكن لا نكتفي بهذه الدورة، بل نتابع معهم افتراضيا
(أونلاين)، إلا إذا أرادوا شهادات دولية معتمدة لكل مادة، واستهدفنا النساء وأي شخص يبغي تطوير مهاراته، ولكن معظم المشاركين من النساء كون هذه الدورات في معهد عساف للتعليم
Assaf Education Center له طابع يغلب عليه النسوية ويهدف لتمكين النساء، فمثلا في دورة تعديل سلوك الأطفال، بلغ عدد الذين سجلوا أسماءهم 110 شخص".


وسبب تنوع مواضيع الدورات، قالت: "بناء على طلب المتدربين، حيث يحددون مجالات معينة تهمهم، وبالتالي على مركز عالمي يوفر مواد تعليمية علمية وموثوقة، وأقوم بشراء المادة، حيث أقوم بدراسة المواد، وتحضير مادة تدريبية خاصة بكل منها، وقد لعبت وسائل التواصل الإجتماعي دورا هاما في مجال التعليم والتدريب في كافة المجالات، ومن تعاوني مع الدولية للتنمية والخدمات، مع رئيس المنظمة الدكتور سامر غدار".


وعن الأمومة قالت: "الأمومة سعادة ولكن مسؤولية مدى الحياة، وعلينا القيام بواجباتنا على أكمل وجه من أجل الجيل الجديد"


وقالت: " الهدف من التدريبات ليست الحضور والتوسع دون أن نحدد أهداف، وليس بهدف الربح المادي كما تتبعه معظم الدورات، بل بالخطوات المبنية على الثقة والتنظيم على الرغم من وجود الكثير من المهام المختلفة، ولدي مجموعات على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، تضم 500 شخص أو أكثر (موجودة الرلوابط في ختام هذا المقال) في كل منها، ويمكن لأي شخص أن ينضم اليها، مثلا دورة باللغة العربية من الألف إلى الياء، والإرشاد الأسري رغم انه ليس ضمن مجال اختصاصي، ولكن بالجهد والمثابرة، واختيار أفضل المناهج التربوية والتثقيفية والتي أتابعها بانتظام، تمكنت من دخول هذه المجالات، على الرغم من أنها لا تدخل ضمن اختصاصي، كما وأن الفيديوهات التعليمية تصل إلى مدى أوسع عبر التفاعل، واختراق قلوب وعقول المتدربين والوصول إلى الجميع والوصول إلى المعلومات بصورة سهلة وممتنعة، والوضع يشكل عائقا في هذه الأوضاع الصعبة".


وفي مجال الإرشاد الأسري، أطلقت صرخة "لا للطلاق" خصوصا مع انتشار هذه الظاهرة، كونه يهدم الأسرة ويؤثر على المجتمع وخصوصا الأطفال، وأدعو النساء للتضحية، للتفاهم مع الطرف الآخر والوصول إلى النتيجة الأفضل، وقالت في هذا المجال: "برأيي الإرشاد الأسري أساسي قبل الزواج، للشباب المقبلين على الزواج، وليس من الناحية الدينية فقط كما تقوم به المحاكم المذهبية فقط بل من قبل الإرشاد الأسري".


مجالات دراسية أخرى


وعن تنوع مجالات دراستها، فبعد زواجها إلى بلدة بكفيا، التي تختلف عن طبيعة زحلة، لناحية الحياة الإجتماعية، رأت أنه "بسبب كوننا غرباء، سواء زوجي وأنا عن البلدة، فعلى الرغم من كون زوجي من البلدة، إلا أنه تربى في دولة البحرين، لذا ليس لدينا أصدقاء من بكفيا، إلا أصدقاء عمل، ما دفعني للغوص في العلوم والعمل بصورة أكبر، وكان لدي وقت كاف، بعد أن يذهب أولادي إلى المدرسة صباحا، وبعد نومهم مساء وحتى منتصف الليل، وقمت بتنظيم وقتي لكي أستخدمه بكفاءة وفعالية، وهذا الوضع الإجتماعي والطاقة التي لدي شجعتني، لذا فقد وجهت طاقاتي نحو طلابي، وبرأيي التواضع يخلق القائد، وكذلك وضع الهدف نصب العين قبل البدء بالعمل، والفعالية والكفاءة ضمن قدراتك وتعبك وجهدك، وأنا لدي مبدأ لن أدع الثقافة تقف عندي، وأعيدها بكل دورة أقدمها".


وقالت: "قدمت دورة بعنوان ENNEAGRAM وتتعلق بأنواع الشخصيات، وتوافقها وعلاقاتها مع بعضها البعض، مع مدرب متخصص، ولكن تمكنت من نقل المعلومات التي تمكنت من اكتسابها"، وأوضحت: "تكمن المشكلة في تقبل الأشخاص، لذا أوسع دائرة معرفتي وحتى من مواقع التواصل التي توصف بالسلبية مثل التيك توك، فهناك محتوى لا يعطي منفعة، بالمقابل هناك الكثير من الأمور الهامة التي قد تفيدني وتفيد طلابي، حيث أقوم بغربلة المحتوى، وأكتب كثيرا، وبالتالي عندما أقوم بكتابة محتوى معين، فقد احتفظت به للأبد، وأستخدمه كلما دعت إليه الحاجة".


كتابة مسرحيات الأطفال


وأشارت إلى أنها طرقت باب الكتابة "عبر كتابة مسرحيات الأطفال والتمثيل فيها، ولكن بدأت بتسليم أولادي هذا الأمر، وأتطرق لرسائل هادفة في مسرحياتي مثل التنمر ومخاطر الإنترنت وغيرها، وقدمتها بشكل فكاهي، ومنها مسرحية تتناول أرنبا كاذبا، اشتراه أهل طفلة، وقد أدخل العائلة بمتاهات كثيرة ومشاكل، والقصد من هذه المسرحية، تشجيع الأطفال على قول الحقيقة، كونها رغم صعوبتها، تحميهم من الوقوع بمشاكل كبيرة باعتماد الكذب وعدم قول الحقيقة، وعلى الرغم من صعوبة أدب الأطفال، وخصوصا المسرحيات إلا أن التفاعل رائع، وهو أمر أقوم به مع المدارس منذ 4 سنوات، والأسبوع القادم أشارك بإحدى المسرحيات مع مخيم للأطفال في جماعة إيمان ونور الموجهة للأطفال وخصوصا ذوي الصعوبات التعليمية والإحتياجات الخاصة".


وقالت: "قد يلومني البعض بأني توسعت في المجالات التي أدرب فيها، وعلى الرغم من معرفتي ببعض المجالات، إلا أني أفضل أن أتعمق قبل أن أقدم على مجال قد لا أتقنه تماما، فمثلا، لدي دورة في اللغة الإنجليزية، ويمكنني أن أجريها، ولكن أخاف لأني أشعر بأني لم أتقنها تماما، وخوفا من الوقوع في الأخطاء، ومثلا دورة في الذكاء الإصطناعي والبرمجة، وعلى الرغم من شرائي المادة التي تناهز 20 ملفا من PDF، إلا أني أجدها لا تشبهني، وفضلت ألا أقوم بها، إلا بعد أن أدرسها تماما، لذا فضلت التعاون مع مدربين لإجرائها، وأحيانا بعض هذه الدورات تتطلب مني ما لا يقل عن ستة أشهر من الدراسة والمتابعة الحثيثة والجهد الكبير، كي أستطيع ان أعطيها للطلاب والمشاركين بشكل مناسب يعطي النتائج المرجوة".


ونوهت بالجامعة اللبنانية وطلابها وما يعانونه، ولكن وجدت أن البيروقراطية الإدارية لدى الموظفين في مراكز الحكومة والمراكز الرسمية، وطريقتهم في التعامل مع المواطنين، ومنها دورة أجريها للموظفين والمعلمين، وغيرهم ليتعاملوا بطريقة أفضل.


مشاريع مستقبلية


وعن مشاريعها المستقبلية قالت: "تم عرض مركز إداري كعميد كلية في جامعة مرموقة، وهو حلم لدي أن أكون أستاذة جامعية، وكون المنصب عرض علي، فهو أمر حفزني، كون هناك ثقة بقدراتي".


ونصحت الجميع بـ "الإعتماد على العلم والثقافة والتوازن بين الحياة الإجتماعية والعلمية، بل أشجع النساء على أن يشارك الرجال في الدورات، حتى لا تتفاوت معرفتهم العلمية، ما قد يؤدي إلى مشاكل، تؤثر على استقرار الأسرة والمجتمع، فتمكين المرأة مهم ولكن ليس بمعزل عن تمكين الرجل والمجتمع، فعلينا تحفيز عقل الرجل، بالمناقشة والإستشارة للخروج من مرحلة الجمود والإستقرار وإلى مدى أوسع، وهو ما أشجعه لطلابي، كما وأن علينا ألا نستورد مفاهيم الغرب دون قولبتها بما يخدم مجتمعنا، فالمساواة ليست من طبيعة مجتمعنا، والعمل على تنمية الذكاء العاطفي والمجتمعي بحيث تخدم الأفكار وقولبتها بصورة تناسبنا، بل يمكن أن تصل المرأة إلى مناصب أكبر وإلى مواقع صنع القرار".


وختمت "هناك دورة موجهة للمعلمين والمعلمات في المدارس، ليكونوا قائد صف وليس ملقنين للمواد فحسب، والموظفين في الشركات والقطاع الرسمي، حيث يسود التفلت الوظيفي، حيث لا يشعر الموظف بالإنتماء الوظيفي، بل يقوم به كواجب مطلوب منه مقابل عائد مادي، وهي دورات متتالية وليس ورشة عمل فحسب".

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: